الهيروين هو مخدر أفيوني سريع التأثير على الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وعند تعاطيه، يتحول الهيروين في الجسم إلى مادة المورفين التي ترتبط بمستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ، مما يسبب إحساسًا قويًا بالاسترخاء والنشوة.
لكن في الوقت نفسه، يؤدي تعاطي الهيروين إلى العديد من التأثيرات الجانبية الخطيرة، مثل تقليل القدرة على التنفس بشكل طبيعي، مما قد يسبب الاختناق أو الوفاة في حالات الجرعات الزائدة.
كيف يؤدي إدمان الهيروين إلى الوفاة؟
الوفاة نتيجة إدمان الهيروين يمكن أن تحدث بسبب عدة عوامل متشابكة، وأهم هذه العوامل هو الجرعة الزائدة.
عند تناول جرعة زائدة من الهيروين، يمكن أن يحدث تباطؤ شديد في التنفس أو حتى توقفه، مما يؤدي إلى نقص حاد في الأوكسجين في الدماغ والجسم، وفي النهاية قد يحدث الاختناق.
1. الجرعة الزائدة
تعتبر الجرعة الزائدة من الهيروين من أبرز الأسباب المؤدية للوفاة. إذ يؤدي تناول كمية كبيرة من الهيروين إلى تثبيط التنفس بشكل كامل، وهو ما يمكن أن يكون قاتلًا إذا لم يتلقَ الشخص العلاج الطارئ. عندما يتعاطى المدمن جرعة كبيرة، قد ينسى الجسم ببساطة عملية التنفس، مما يؤدي إلى نقص الأوكسجين واختناق الشخص.
2. أمراض القلب والأوعية الدموية
الهيروين لا يؤثر فقط على الجهاز التنفسي، بل يمتد تأثيره أيضًا إلى القلب والأوعية الدموية. الإدمان على الهيروين قد يؤدي إلى تلف في القلب وتدهور وظائفه. المدمنون معرضون بشكل أكبر للإصابة بأمراض القلب مثل فشل القلب، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وهي من الأسباب المحتملة للوفاة المبكرة.
3. أمراض الرئة
من العواقب الأخرى الخطيرة لتناول الهيروين هو تلف الرئتين، خاصةً عندما يتم استنشاق المخدر أو تدخينه. يؤدي الهيروين إلى الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية، وفي حالات متقدمة قد يصل الأمر إلى سرطان الرئة. تلك المشاكل الصحية تساهم بشكل كبير في زيادة خطر الوفاة بين المدمنين.
4. العدوى
يتسبب إدمان الهيروين في مخاطر صحية إضافية تتعلق بالعدوى، حيث إن المدمنين الذين يحقنون المخدر باستخدام الإبر غالبًا ما يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بعدوى مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، التهاب الكبد B و C، وغيرهما من الأمراض المعدية. المشاركة في استخدام الإبر أو الأدوات الأخرى قد تسهم في انتشار العدوى، ما يزيد من مخاطر الوفاة.
5. حوادث السير والإصابات
من المعروف أن الهيروين يؤثر على القدرة على التركيز والتنسيق الحركي، مما يزيد من خطر تعرض المدمنين للحوادث المرورية أو الإصابات الأخرى. ضعف رد الفعل وتباطؤ الحركة بسبب تأثير المخدر على الجهاز العصبي قد يؤدي إلى حوادث قاتلة.
6. الانتحار
العديد من الأشخاص الذين يعانون من إدمان الهيروين يواجهون مشاكل نفسية مثل الاكتئاب الشديد، والقلق، والاضطرابات النفسية الأخرى. هذه المشاكل النفسية قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات مدمرة، بما في ذلك الانتحار.
7. الوفاة بسبب نقص الأوكسجين
في بعض الحالات، يتسبب الهيروين في الغثيان والتقيؤ، ويمكن أن يموت الشخص نتيجة استنشاقه لمحتويات معدته إذا كان فاقدًا للوعي بسبب تأثير المخدر. يحدث ذلك نتيجة نقص الأوكسجين في الدماغ بسبب توقف التنفس أو ضعف الأداء التنفسي.
العوامل المؤثرة في تعافي مدمن الهيروين
تختلف مدة التعافي من إدمان الهيروين من شخص لآخر بناءً على مجموعة من العوامل. تشمل هذه العوامل مدة الإدمان، شدة الإدمان، الحالة الصحية العامة، والظروف الاجتماعية المحيطة بالشخص.
العلاج والرعاية الطبية
يحتاج المدمنون على الهيروين إلى تدخل طبي متخصص وشامل يتضمن العلاج السلوكي، الدعم النفسي، والعلاج الدوائي. العلاج يتطلب وقتًا طويلاً، حيث قد يستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات للوصول إلى التعافي التام.
فترة التعافي
بمجرد أن يبدأ المدمن العلاج، قد يواجه العديد من الصعوبات الجسدية والنفسية خلال مرحلة الانسحاب. وتشمل هذه الأعراض القلق، التوتر، الأرق، الارتجاف، ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى التعب الشديد. يمكن أن تستمر هذه الأعراض من أسابيع إلى أشهر بعد التوقف عن استخدام الهيروين. ومع ذلك، فإن الاستمرار في العلاج والدعم النفسي يساعد المدمن في التكيف مع هذه الأعراض والتغلب عليها.
الدعم المستمر
حتى بعد العلاج الأساسي، يحتاج المدمن إلى دعم مستمر لضمان عدم العودة إلى الإدمان. يشمل ذلك الدعم النفسي، العلاج السلوكي، وبرامج إعادة التأهيل المستمرة. في العديد من الحالات، قد يستغرق التعافي فترة طويلة، ويحتاج المدمنون إلى علاج مستمر لضمان عدم الانتكاس.
ماذا يحدث عند التوقف عن الهيروين فجأة؟
عند التوقف المفاجئ عن تعاطي الهيروين، يواجه المدمنون أعراض انسحاب قوية. يشمل ذلك أعراض جسدية ونفسية مثل القلق، التوتر، ألم العضلات، الغثيان، التقيؤ، الارتجاف، ارتفاع ضغط الدم، والتعرق الزائد. في بعض الحالات، قد تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة أنها تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، وهو ما يتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
كيف يتم تعاطي الهيروين؟
يتم تعاطي الهيروين بطرق مختلفة، منها التدخين، الاستنشاق، أو الحقن. لكن الطريقة الأكثر شيوعًا والتي تمنح تأثيرًا قويًا هي الحقن المباشر في الوريد بعد خلط الهيروين بالماء. في هذه الطريقة، يدخل الهيروين إلى الدم بسرعة كبيرة، مما يزيد من تأثيره الفوري والمباشر على الجسم والعقل.
الأحاسيس بعد تعاطي الهيروين
بعد تعاطي الهيروين، يعاني الشخص من شعور بالاسترخاء الشديد، حيث يعمل الهيروين على تعطيل الجهاز العصبي المركزي. يتحول الهيروين إلى مورفين داخل الجسم، مما يسبب نظيرًا للإندورفين (المواد الطبيعية التي يفرزها الدماغ عند تعرضه للضغط أو الألم). يشعر المدمنون بنشوة شديدة وفقدان الإحساس بالألم، لكن هذه المشاعر تختفي بسرعة مما يجعل الشخص يبحث عن المزيد من المخدر.
استراتيجيات الوقاية والعلاج من إدمان الهيروين
من المهم أن نذكر أن إدمان الهيروين قابل للعلاج. هناك برامج علاجية متنوعة تهدف إلى مساعدة المدمنين على التوقف عن استخدام المخدرات والعودة إلى حياة صحية وآمنة.
يتضمن العلاج استخدام الأدوية المساعدة، مثل الميثادون، وكذلك العلاج السلوكي والدعم النفسي. يمكن أن يكون العلاج أكثر فعالية عندما يتم تقديمه في بيئة داعمة ومشجعة.
ما هي المدة التي يحتاجها مدمن الهيروين للتعافي؟ الهيروين هو نوع من المخدرات الأفيونية ذات القوة العالية، والتي تؤثر بشكل سريع وقوي على الجسم والدماغ.
تعد مشكلة تعاطي الهيروين مسألة صحية واجتماعية ونفسية، حيث يمكن لها أن تترك آثارًا سلبية خطيرة على الصحة العامة ووظائف الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية.
سلوكيات مدمن الهيروين قد تتفاوت وتتأثر بعدة عوامل، ومنها التعاطي المتكرر والبحث المستمر عن المخدرات، والانعزال الاجتماعي، والاهتمام الضعيف بالمظهر الشخصي، والسلوك العدواني أو التعدي على الآخرين، وتقليل الاهتمام بالتزامات الحياة.
يجب على المدمن أن يتلقى الدعم اللازم والعلاج المناسب لتغيير هذه السلوكيات والبدء في عملية التعافي. يلعب الدعم النفسي والعلاج السلوكي والتدخل المجتمعي دورًا حاسمًا في هذه العملية.
فترة علاج مدمن الهيروين تختلف بناءً على عدة عوامل، مثل مدة التعاطي وشدة الإدمان والحالة الصحية العامة وتوافر الدعم المناسب. قد تستغرق العلاجات الطويلة والمستمرة أشهرًا أو حتى سنوات في بعض الحالات.
بعد العلاج الأساسي، يتعين على المدمن الاستمرار في تلقي الدعم والعناية اللازمة للمحافظة على نتائج العلاج وتجنب الانتكاسات. مدة التعافي تختلف حسب تطور الحالة واستجابة الفرد للعلاج، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة بحاجة إلى دعم مستمر.
ماذا يحدث عند التوقف عن الهيروين؟ عند التوقف المفاجئ عن تعاطي الهيروين، يمكن أن يظهر مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، مثل القلق، والتوتر، والارتجاف، وارتفاع ضغط الدم، والتعب الشديد، واضطرابات النوم، والغثيان والقيء، والألم العضلي والمفصلي.
يعتمد تعافي المدمن من الهيروين على عدة عوامل، مثل مدى التعاطي والتركيز، والتكوين الجسدي والعقلي، ودعم العائلة والمجتمع. الانسحاب قد يكون صعبًا ويتطلب الدعم الطبي والعلاج المناسب.
متى يعود الجسم لطبيعته بعد ترك الهيروين؟ يعتمد ذلك على الفرد، ولكن عمومًا، يحتاج الجسم إلى وقت لاستعادة التوازن الكيميائي بعد ترك الهيروين. قد تستمر الأعراض بضعة أسابيع أو حتى أشهر، ولكن مع الدعم الصحي والنفسي المستمر، يمكن للفرد تجاوز هذه المرحلة وبناء حياة جديدة خالية من الإدمان.
كيف يتم تعاطي الهيروين؟
- يمكن تناول الهيروين عبر التدخين أو الاستنشاق أو الابتلاع، ولكن يفقد المخدر جزءًا من فعاليته القوية بهذه الطرق. لذلك، يعتمد المتعاطون على حقنه مباشرة بعد خلطه بالماء.
ما هي الأحاسيس بعد تعاطي الهيروين؟
- بعد تعاطي الهيروين، يشعر الفرد بحالة كبيرة من الاسترخاء في جميع أنحاء جسمه. يحدث ذلك لأن الهيروين يتحول إلى مادة المورفين المهدئة، والتي تشبه إلى حد كبير مادة الإندورفين التي يفرزها العقل عند التعرض للإرهاق أو الألم الشديد. يعمل المورفين على تعطيل الجهاز العصبي.
كيف يؤدي تعاطي الهيروين إلى الوفاة؟
- قد تؤدي حالة الاسترخاء الشديدة التي يتسبب فيها تعاطي الهيروين في بعض الأحيان، وخاصة بعد تناول جرعة زائدة، إلى النوم. ومع ذلك، يظل الجسم في حالة يقظة طبيعية تجاه عملية التنفس التي تستمر. ولكن في حالة الجرعة الزائدة، قد ينسى الجسم ببساطة التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى الاختناق والوفاة.
نعم، يموت مدمن الهيروين في كثير من الأحيان بسبب مخاطر الإدمان. تشمل هذه المخاطر:
الجرعة الزائدة:
- يُعدّ تعاطي جرعة زائدة من الهيروين أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعًا بين مدمني الهيروين.
- يحدث ذلك عندما يتناول الشخص كمية كبيرة من المخدر أكثر مما يستطيع جسمه تحمله.
- تؤدي الجرعة الزائدة إلى تباطؤ التنفس أو توقفه، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
أمراض القلب:
- يُسبب الهيروين تلفًا للقلب، مما قد يؤدي إلى فشل القلب.
- يزيد الهيروين أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
أمراض الرئة:
- يُسبب الهيروين تلفًا للرئتين، مما قد يؤدي إلى أمراض الرئة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية.
- يزيد الهيروين أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
العدوى:
- يُعرض الهيروين المدمنين لخطر الإصابة بالعدوى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والتهاب الكبد B و C.
- تنتشر هذه العدوى عن طريق مشاركة الإبر أو الأدوات الأخرى المستخدمة في تعاطي الهيروين.
الحوادث:
- يزيد الهيروين من خطر التعرض لحوادث السيارات والإصابات الأخرى.
- يحدث ذلك لأن الهيروين يبطئ ردود الفعل ويضعف التنسيق.
الانتحار:
- يُعاني العديد من مدمني الهيروين من الاكتئاب والقلق، مما قد يؤدي إلى الانتحار.
الوفاة بسبب نقص الأكسجين:
- يُسبب الهيروين الغثيان والتقيؤ في الكثير من الحالات.
- قد يموت الشخص بسبب استنشاق المدمن فاقد الوعي لمحتويات المعدة.
بالإضافة إلى هذه المخاطر، يُمكن أن يؤدي الإدمان إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة، مثل:
- فقدان الوظيفة
- فقدان العلاقات
- الإفلاس
- السجن
ولكن، من المهم أن نذكر أن الإدمان على الهيروين قابل للعلاج.
هناك العديد من برامج العلاج المتاحة التي يمكن أن تساعد المدمنين على التغلب على إدمانهم.
مع العلاج والدعم، يمكن للمدمنين على الهيروين عيش حياة صحية وسعيدة.
إذا كنت قلقًا بشأن شخص تعرفه يُعاني من إدمان الهيروين، فيرجى التحدث إليه وطلب المساعدة من أخصائي.
اقرأ: مدة خروج الهيروين من الجسم
المواد الأفيونية: حقائق ومخاطر
تتضمن المواد الأفيونية مركبات مستخرجة من نبتة الخشخاش (بابافير سومنيفيرا) ومركبات اصطناعية ذات خصائص مماثلة، قادرة على التفاعل مع مستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ.
استخدام طبي وإساءة الاستعمال: تُستخدم المواد الأفيونية للتخفيف من الألم، وتتضمن الأمثلة على ذلك المورفين، والفنتانيل، والترامادول. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي استخدامها بشكل غير طبي ولفترات طويلة دون إشراف طبي إلى إدمان ومشاكل صحية.
الآثار والمشاكل الصحية: تسبب المواد الأفيونية صعوبات في التنفس، والجرعات الزائدة قد تؤدي إلى الوفاة. يرتبط تعاطي المواد الأفيونية بنحو 80% من وفيات تعاطي المخدرات في العالم.
الإدمان والتداول الغير قانوني: الإدمان على المواد الأفيونية يظهر بتكرار أو استمرار الاستهلاك، وتظهر سمات مثل فقدان القدرة على التحكم وإعطاء أولوية للاستهلاك. يُستعمل الهيروين والفنتانيل بشكل غير قانوني، وارتفاع عدد الجرعات الزائدة يُرجع جزئياً إلى تزايد توافر المواد لعلاج الألم.
التحذير والتداول غير القانوني: تحذيرًا من الجرعات الزائدة، يمكن أن يحول دواء النالوكسون دون الوفاة بسبب المواد الأفيونية. يرتبط الفينتانيل الاصطناعي بارتفاع معدل الوفيات، وقد يتم إضافته غير قانونياً لزيادة فعالية المخدرات، مما يزيد من خطورة استهلاكها.
الختام: تحذر الإحصائيات من مخاطر المواد الأفيونية، وتشير إلى زيادة حالات الجرعات الزائدة في عدة بلدان. يستدل من ذلك على ضرورة التوعية والتحكم الصارم في تداول هذه المواد للحد من المخاطر الصحية والوفيات ذات الصلة.
عوامل الخطر المرتبطة بتناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية
هناك عدة عوامل خطر متعلقة بتناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية، وتشمل هذه العوامل:
- تعاني من اضطرابات ناتجة عن تعاطي المواد الأفيونية.
- تناول المواد الأفيونية عن طريق الحقن.
- استئناف تناول المواد بعد فترة امتناع طويلة، مثل بعد علاج إدمان أو الإفراج من السجن أو التوقف عن العلاج.
- تناول المواد الأفيونية الموصوفة طبيًا بدون إشراف طبي.
- تناول جرعات كبيرة من المواد الأفيونية الموصوفة طبيًا (تزيد عن 100 ملغرام من المورفين أو ما يعادله يوميًا).
- تناول المواد الأفيونية بالتزامن مع الكحول أو غيرها من المواد أو الأدوية التي تثبط وظائف الجهاز التنفسي، مثل البنزوديازيبينات والباربيتيورات أو مواد التخدير أو بعض أدوية تسكين الألم.
- تعاني من حالات صحية متزامنة، مثل الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري أو أمراض الكبد أو الرئة أو حالات الصحة النفسية.
يزداد احتمال تناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية لدى الذكور وكبار السن والأفراد الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة أكثر من الإناث والشباب وأولئك الذين يتمتعون بوضع اجتماعي واقتصادي أفضل.
الاستجابات الطارئة لتناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية
يمكن تجنب الموت بعد تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية إذا تلقى الفرد العناية الطارئة المنقذة للحياة وتم إعطاؤه عقار النالوكسون في الوقت المناسب. يُعتبر النالوكسون ترياقًا للمواد الأفيونية يعكس تأثيرات الجرعة الزائدة إذا تم إعطاؤه في الوقت المناسب. يكون للنالوكسون تأثير ضئيل أو معدوم تقريبًا في الأشخاص الذين لم يتناولوا المواد الأفيونية.
غالبًا ما يكون النالوكسون متاحًا فقط للمحترفين الصحيين، وفي كثير من البلدان، قد يكون توفره محدودًا حتى في البيئات الطبية. وفي المقابل، تسمح بعض البلدان بشراء النالوكسون دون وصفة طبية في الصيدليات. على سبيل المثال، قامت بعض البلدان بتضمين النالوكسون في الأدوية المباعة بدون وصفة طبية وبدأت في توزيعه استباقيًا في المجتمعات المحلية، مثل أستراليا والمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية وأوكرانيا وإيطاليا وكندا.
برامج توفير النالوكسون للأشخاص الذين قد يتعرضون لجرعات زائدة من المواد الأفيونية قد أظهرت نجاحاً في الحد من حالات الوفاة الناجمة عن هذه الجرعات، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المواد الأفيونية ويغادرون السجون، حيث تكون معدلات تعاطيهم لجرعات زائدة في أعلى مستوياتها خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الإفراج عنهم.
الأفراد الأكثر عرضة لتناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية
الأفراد الأكثر عرضة لتناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية يشملون:
- الأشخاص المعرضون لخطر تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية.
- أصدقاء الأفراد الذين يتعاطون المواد الأفيونية بانتظام وأفراد أسرهم.
- العاملون في مجال الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ والأفراد الذين يقدمون المأوى لمتعاطي المواد الأفيونية، والعاملون في مجال تثقيف الأقران والتوعية، وغيرهم الذين يتفاعلون بشكل مباشر مع الأشخاص المعرضين لخطر تناول جرعات زائدة.
الوقاية من تناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية
إلى جانب الاستراتيجيات العامة الموجهة نحو تقليل انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع المحلي، يتم اتخاذ تدابير خاصة للوقاية من تناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية. وتشمل هذه التدابير:
- زيادة إتاحة العلاج لمدمني المواد الأفيونية، بما في ذلك الذين يتلقون وصفات طبية.
- تقليل وصف المواد الأفيونية طبياً بشكل غير مبرر ومنع ذلك.
- مراقبة وتوزيع المواد الأفيونية بحذر.
- تقييد المبيعات غير المشروعة للمواد الأفيونية دون وصفة طبية.
ومع ذلك، هناك فجوة كبيرة بين التوصيات والتنفيذ العملي. فقط نصف الدول تسمح بالوصول إلى خيارات فعّالة لعلاج إدمان المواد الأفيونية، وأقل من 10% من السكان حول العالم يحصلون على العلاج الضروري.
تدعم منظمة الصحة العالمية الدول في جهودها لضمان استخدام مسؤول للمواد الأفيونية وتوفيرها بشكل أمثل للأغراض الطبية، مع التركيز على تقليل سوء الاستخدام. تم وضع بعض المواد الأفيونية الاصطناعية، مثل نظائر الفنتانيل، تحت المراقبة الدولية، مما يعني تنظيم إتاحتها بشكل صارم.
تستمر المنظمة في مراقبة نظائر الفنتانيل وتنبيه الدول إلى المخاطر المحتملة. يعتبر جمع هذه البيانات أمرًا هامًا، حيث تكون المعلومات المتاحة حول استخدام المواد الأفيونية محدودة للغاية.
المنظمة توصي بتوفير النالوكسون للأشخاص المعرضين لتناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية، مع توفير التدريب على إدارة الطوارئ. في حالات الاشتباه بتناول جرعة زائدة، يجب التركيز على توسيع المجرى الهوائي وتقديم دعم التنفس وإعطاء النالوكسون.
تشجع المنظمة على استخدام مجموعة متنوعة من العلاجات لمدمني المواد الأفيونية، مثل استخدام مواد ناهضة للأفيون (كالميثادون والبوبرينورفين) وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى العلاج بمواد مناهضة للأفيون (مثل النالتريكسون).
تقدم المنظمة الدعم للدول في رصد اتجاهات تعاطي المخدرات والأضرار الناجمة عنها لتحسين فهم مشكلة إدمان المواد الأفيونية. تصدر المنظمة إرشادات معيارية للترويج للاستخدام السليم للمواد الأفيونية في تسكين الآلام وتوفير الرعاية اللطيفة.
في إطار مبادرة “الوقف الآمن للجرعات الزائدة”، يتم توفير تدريب حول مخاطر تناول جرعات زائدة وتقديم الرعاية الطارئة في حالات الاستخدام الزائد. أُجريت دراسة متعددة المواقع حول التدبير العلاجي لحالات الجرعات الأفيونية الزائدة في عدة دول، وأظهرت الدراسة نجاح النالوكسون في إنقاذ الأفراد الذين تعرضوا لتناول جرعات زائدة.