الأفيون هو أحد أقوى المخدرات الطبيعية التي استخدمت عبر العصور كمادة مهدئة.
بدأ استخدامه منذ القدم في الصين، وحتى الآن، رغم حظر إنتاجه وتداوله، مازال يستخدم في الأغراض الإدمانية.
لذا، نتساءل: هل الأفيون يذهب العقل؟
ما هو الأفيون؟
الأفيون هو مادة لزجة لبنية تُستخرج من كؤوس نبات الخشخاش. يتم جمعها في موسم تساقط الأزهار، حيث تُكشط الكبسولات ليُفرز منها اللاكتس، ويُترك ليجف ويتخثر في الهواء الطلق.
بعد ذلك، يُجمع ويُغلى ليُخرج في شكله النهائي المعد للاستخدام أو المعالجة الطبية.
شكل الأفيون ومكوناته
يعتبر الأفيون من المخدرات الطبيعية ويأتي في شكل كتل بنية اللون تميل إلى الاحمرار، صلبة من الخارج ولينة من الداخل.
تُشكل على هيئة قوالب تُسمى “قرش أفيون”، ويمكن طحنها وبيعها كمادة مسحوقة أو تذويبها كسائل. يتميز الأفيون برائحة نفاذة قوية وطعم مر لاذع.
يحتوي الأفيون على العديد من المركبات الكيميائية، أشهرها المورفين بنسبة 10% تقريبًا، والكوديين والثيابين.
هذه المركبات ذات تأثير تسكيني وتخديري تؤثر على الجهاز العصبي وتستهدف مستقبلات الأفيون في الجسم.
تأثير الأفيون على الجسم والعقل
القلويدات النشطة داخل الأفيون تستهدف المستقبلات الأفيونية في الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وصولًا إلى الحبل الشوكي والجهاز الهضمي.
يؤدي ذلك إلى تسكين الألم، تخفيف التوتر، تهدئة الانفعال، استرخاء العضلات، وتحقيق نشوة تخديرية. كما يحدث انخفاض في معدل التنفس، بطء ردة الفعل والحركة، وتثبيط الشهية.
الاستخدام المفرط للأفيون يعد خطرًا كبيرًا على الجسم والعقل، حيث يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات عقلية كبيرة.
يسبب الأفيون هلاوس وتشوهات في التصورات، ويؤثر على العاطفة والإدراك والتركيز والتمييز، مما يجعل تصرفات المتعاطي غير مسيطر عليها.
هل الأفيون يسبب الإدمان ويذهب العقل؟
نعم، الأفيون يسبب الإدمان ويذهب العقل. يتسامح الجسم مع مفعوله بسرعة، مما يؤدي إلى الاعتماد عليه وزيادة الجرعة للحصول على التأثير المطلوب.
يتسبب ذلك في اضطرابات عقلية، تشوه في التصورات، هلاوس، وتغيرات في العاطفة والإدراك.
تصبح تصرفات المتعاطي غير مسيطر عليها، مما يزيد من خطر الجرعة الزائدة واكتئاب الجهاز التنفسي.
علاج إدمان الأفيون
يتم علاج إدمان الأفيون من خلال إزالة السموم طبيًا وإعادة التأهيل لمنع الانتكاسة. تشمل خطوات العلاج:
- إزالة السموم: يتم تحت إشراف طبي لتخفيف الأعراض الانسحابية.
- العلاج النفسي: يساعد في التعامل مع الأسباب النفسية التي أدت للإدمان.
- التأهيل: يتضمن تدريبات لتطوير المهارات الحياتية والاجتماعية لمنع الانتكاسة.
يعود استخدام الأفيون إلى 3400 قبل الميلاد في الحضارة السومرية، حيث كان يُعرف باسم “نبتة الفرح”. انتقلت زراعة المخدر إلى الحضارات اليونانية والمصرية، واستخدموه لأغراض علاجية، مثل تسكين الألم ومعالجة اضطرابات النوم.
في القرن التاسع عشر، نجح العلماء في استخلاص المورفين، الهيروين، والكوديين من الأفيون لأغراض طبية، ولكن استخدامه الترفيهي انتشر بشكل كبير.
الأفيون من المخدرات التي تؤدي إلى إدمان خطير وتذهب العقل.
يؤثر على الجسم والعقل بشكل كبير، حيث يسبب تشوهات في التصورات، هلاوس، وتغيرات في العاطفة والإدراك.
يعد الإقلاع عن الأفيون أمرًا صعبًا ويحتاج إلى متابعة طبية مستمرة. إذا كنت تعاني من إدمان الأفيون، يُنصح باللجوء إلى مراكز متخصصة للعلاج.