منذ عام 1925، تحولت مادة الكودايين إلى بديل للهيروين في المستشفيات وفقًا لاتفاقية جنيف. كان الهيروين يُستخدم سابقًا لعلاج إدمان المورفين وفي التخدير خلال العمليات الجراحية. على الرغم من أن الكودايين تشتهر بخصائصها الإدمانية، إلا أن تصنيع وتداول الهيروين أصبحا غير شرعيين بعد تلك الاتفاقية نظرًا لتسببها في إساءة الاستخدام والإدمان.
ومع ذلك، استمرت جهود المدمنين في البحث عن بدائل للهيروين للمساعدة في الإقلاع. انتشرت الاعتقادات حول فعالية الترامادول لتخفيف آثار الانسحاب، وكذلك البحث عن برشام أفيوني يقاوم رغبة التعاطي بعد ترك الهيروين. تلك الاتجاهات تحتاج إلى توضيح لتجنب التداخلات الدوائية الضارة، في حين تظل بدائل مساحيق الهيروين العلاجية متاحة وتتطلب إشرافًا طبيًا.
هل الترامادول بديل للهيروين؟
الترامادول لا يُعتبر بديلًا للهيروين في أي ظرف، وفقًا للدراسات العلمية. لا يمكن استخدام الترامادول لتثبيط رغبة التعاطي خلال محاولة الامتناع عن الهيروين. يعتبر استخدام الترامادول في هذا السياق مشابهًا لعلاج اضطراب إدماني بآخر، مما يعرض المدمن لخطر الجرعة الزائدة، خاصة أنه عقار شبيه بالأفيون يُعطي تأثيرًا طفيفًا. يميل المدمن إلى تناول المزيد للحصول على تأثير مشابه للهيروين.
قد يكون للترامادول تأثير ضئيل في كبح بعض آثار الانسحاب، لكنه قد يزيد من احتمالية الإدمان. بالمقابل، البدائل الصحية للهيروين تتضمن الميثادون والنالتريكسون، والتي تُعتبر من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كبدائل علاجية. تُستخدم هذه العقاقير تحت الإشراف الطبي لإدارة أعراض الانسحاب قصيرة وطويلة المدى، وتقلل من رغبة تعاطي المخدرات بشكل معقول.
الميثادون
الميثادون هو عقار اصطناعي يُستخدم في مرحلة البروتوكول الدوائي لعلاج بعض أعراض انسحاب الهيروين، خاصة الحمى والإنفلونزا. يُظهر الميثادون فعالية في تقليل رغبة المدمن في تناول الهيروين. يُفضل استخدام الميثادون بإشراف طبي دقيق، حيث يُعطى بجرعة مناسبة لتخفيف الاضطراب والألم، ثم يُقلل التدريجيًا حسب جدول زمني. يجب أن يكون المدمن خاليًا من السموم بنهاية فترة الانسحاب.
يُظهر الميثادون بعض الآثار الجانبية وقد يؤدي إلى الإدمان، لذا يتطلب الحصول عليه وصفة طبية وإشراف طبي. قد يُفضل استخدام بدائل أخرى في بعض الحالات حسب تقييم الطبيب.
النالتريكسون، البديل المحتمل لبودرة الهيروين في مراحل العلاج المهني، قد أظهر فاعلية عالية في تثبيط مستقبلات الأفيون. يتوفر النالتريكسون بشكل حقن أو أقراص صلبة، وعلى الرغم من اعتقاد بعض الأفراد بأنه يمكن استخدامه كبديل للهيروين بشكل ذاتي، يشدد الواقع السريري على ضرورة استخدامه تحت إشراف الطبيب في مرحلة العلاج الجزئي، مع المراقبة المستمرة للجرعات.
يظهر النالتريكسون فعالية في مواجهة اشتهاء الهيروين خلال الأيام الأولى من الانسحاب، ولكن يجب استكمال فترة إزالة سموم الهيروين لمدة تتراوح بين أسبوع و10 أيام. يجب أن يكون الاستخدام تحت إشراف طبي لتحقيق الفوائد المثلى.
رغم اعتراف إدارة الدواء والغذاء الأمريكية بكفاءة النالتريكسون في معالجة اعتماد الهيروين، يتصاعد التحذير بشأن آثاره الجانبية وخطورة التحسس. يجب أن يصفه الطبيب بجرعات دقيقة ويمكن تعديلها حسب الاستجابة.
يتطلب استخدامه بعد ظهور انسحاب الهيروين وضمن مصحة علاجية، ويجب أن يكون جزءًا من برنامج شامل يتضمن العلاج النفسي والتأهيل السلوكي.
اقرأ: وجود الهيروين في البول
تحذر النصائح من استخدام النالتريكسون قبل ظهور انسحاب الهيروين، مشددة على ضرورة الإشراف الطبي خلال فترة سحب السموم. يشير إلى أن الأدوية المذكورة تتطلب استشارة طبية وأنها لا تكفي للعلاج الكامل، مع التأكيد على ضرورة الإشراف الطبي أثناء فترة السحب.
أخيرًا، يتناول النص التحذير من استخدام الترامادول كبديل للهيروين، مع التأكيد على أنه لا يمكن علاج الهيروين بالترامادول وتحذير القارئ من تناول الدواء بدون استشارة طبية. يشير إلى أن الترامادول، على الرغم من فاعليته في تخفيف أعراض الانسحاب، يمكن أن يتحول إلى خطر بالغ بسبب خصائصه المشابهة للهيروين.
المخاطر الناتجة عن علاج الهيروين بالترامادول وكيفية تطوّر الإدمان البديل
يتم تصنيع الترامادول باستخدام مادة المورفين، التي تستمد من الأفيون، وهي نفس المادة الفعالة الموجودة في مخدر الهيروين. يتمتع الترامادول بخصائص تشبه تلك في الهيروين، من حيث الإدمان القوي والتأثير الضار على الجسم. وقد يفوق الترامادول في بعض الحالات خطورة الهيروين من حيث المخاطر الجانبية. عند استخدامه كبديل للهيروين، يتعرض المستخدم لخطر الإدمان البديل، والذي يُعرف بـ “عملية الاستبدال”.
تعتمد مراكز المخ على الترامادول لتحفيز إفراز هرمونات السعادة التي يزيد منها الهيروين. هذا يساعد في تجنب اللهفة الشديدة نحو الهيروين وتخفيف آلام أعراض الانسحاب. ومع ذلك، يُسبب الترامادول بدوره إدمانًا كبديل للهيروين، مما يفسر التحسن الذي يحدث في بداية تعاطيه. يتصاعد الاعتماد على الجرعة تدريجيًا، وعند التوقف عن تناوله، تظهر أعراض انسحاب أكثر خطورة من تلك الناتجة عن الهيروين. يبقى المدمن في دائرة الإدمان، دون أن يحقق تقدمًا فعّالًا نحو التعافي.
كيفية علاج إدمان الهيروين بأمان واستخدام أدوية سحب السموم
يشمل علاج إدمان الهيروين خطة علاجية شاملة في مستشفى مخصص لعلاج الإدمان، تشمل الجوانب النفسية والجسدية. تتضمن هذه الخطة:
- سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب بدون ألم: بعد تقييم دقيق وتحديد الأدوية المناسبة، يتم معالجة أعراض انسحاب الهيروين بفعالية. يتم ذلك برصد طبي دقيق وتوفير الأدوية المناسبة، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية القلق، لتخفيف الأوجاع والأعراض الناتجة عن الانسحاب.
- علاج نفسي ومقاومة الرغبة في التعاطي: يشكل العلاج النفسي جزءًا أساسيًا من الخطة العلاجية. يهدف إلى تغيير السلوكيات والتفكير السلبي المرتبط بالإدمان. يشمل ذلك علاج المعرفة السلوكية وجلسات العلاج النفسي الفردي لمعالجة أسباب الإدمان.
- تأهيل اجتماعي وخطوات منع الانتكاس: يشمل هذا الجانب تعلم التعامل مع المشاعر السلبية والضغوط دون اللجوء إلى الهيروين. يتضمن أيضًا تجنب المحفزات السلبية وممارسة تقنيات للمحافظة على الاستقرار. تشمل الخطوات أيضًا متابعة طبية دورية وإجراء فحوصات للتأكد من التزام المدمن بالخطة العلاجية.
الهيروين والترامادول هما مواد مخدرة شهيرة بين الشباب في الوطن العربي، ويثير السؤال حول أيهما أخطر. يشير التحليل إلى أن الهيروين يمتلك تأثيرًا أقوى وخطورة أعلى من الترامادول، خاصةً بناءً على عدم القدرة على التحكم في جرعات الهيروين وغياب ضوابط الاستخدام، مما يزيد من المخاطر الصحية والاجتماعية.