ماذا يشعر متعاطي الهيروين

الهيروين: مشاعر وآثار

الهيروين، واحدة من المواد المخدرة القوية التي تؤثر بشكل كبير على الجسم والعقل، مما يثير العديد من الأسئلة حول كيف يشعر متعاطوها. يعد وصف المشاعر التي يشعرون بها أمرًا صعبًا نظرًا لتنوع الآثار، ولكن يُعرف أنها تتسبب في تأثير شديد على الحالة العقلية والبدنية للفرد.

مشاعر متعاطي الهيروين

  1. النشوة: يسعى متعاطو الهيروين لتجربة شعور النشوة الذي ينتج عن تغييرات في خلايا المخ، ويُعد هذا الشعور هروبًا من الاكتئاب والقلق.
  2. المشاعر الكاذبة: يعيش المدمن تجربة مشاعر كاذبة مثل الدفء والأمان أثناء فترة النشوة، في حين يُلاحظ في الواقع انخفاض درجة حرارة الجسم.
  3. تخفيف الألم: تعتبر الهيروين من المواد الأفيونية التي تُستخدم لتسكين الألم، ويُشعر المتعاطين بتخفيف فعّال لجميع أنواع الألم، سواء كان جسديًا أو عاطفيًا.
  4. الأعراض المرضية: يواجه المدمن العديد من الأعراض المزعجة، مثل القيء، وضيق التنفس، والكحة، والإمساك، والغثيان والقيء، وجفاف الفم، وحكة الجلد، إلى جانب أعراض الجرعة الزائدة التي قد تكون خطيرة.

على الرغم من إيجابية بعض هذه المشاعر في البداية، إلا أن الجسم يصبح معتادًا على التعاطي، مما يؤدي إلى تطور الإدمان. لذا، يجب فهم آلية تأثير الهيروين على المدمن لتفهم الأسباب وراء هذه المشاعر وآثارها.

 تأثير تعاطي الهيروين على المدمن

يتسبب تعاطي الهيروين في تأثيرات على أجزاء مختلفة من الجسم، وتكمن الأسباب الفعلية لذلك في التأثير القوي والسريع والضار للهيروين على الدماغ. عند تعاطي المدمن للهيروين، يدخل الجسم بسرعة، ويرتبط بسرعة بالمستقبلات الكيميائية الأفيونية داخل الدماغ. تتفاعل هذه المستقبلات لتحفيز نظام المكافأة، مما يسبب شعورًا بالسعادة والنشوة وعدم الإحساس بالألم، وذلك عبر تحفيز إفراز هرمون الدوبامين الذي يلعب دورًا في تنظيم المزاج.

ثم يتوقف المخ عن إفراز المواد الأفيونية الطبيعية المسؤولة عن هذا الشعور، معتمدًا تمامًا على دخول المواد الأفيونية الاصطناعية مثل الهيروين، وهكذا يبدأ مسار إدمان الهيروين مع الشخص، مما ينعكس على سلوكياته وشعوره.

تأثير الهيروين على الصحة: استنشاق البودرة

عند استنشاق الهيروين لأول مرة، يشعر الفرد بانتعاش شديد وسعادة غير مبررة بسبب دمج مخدر خارجي مع المخدر الطبيعي الذي يفرزه المخ. يحتوي المخ على موصلات عصبية تُدعى الأندروفين، وهي المسؤولة عن تخدير الألم، وفي البداية يشعر الشخص بألم شديد يتلاشى بعد خمس دقائق بفضل إفراز الأندروفين.

تحول الاستنشاق لإدمان الهيروين

للحصول على السعادة التي شعر بها الشخص في المرة الأولى، يحاول الفرد مرات أخرى، وثالثة، ورابعة، ولكن تتلاشى تأثيراتها مع كل محاولة. يصبح الشخص مدمنًا بعد عدة مرات، حيث يحتاج إلى استنشاق بودرة الهيروين كوسيلة للعلاج وليس للمتعة. يتوقف المخ تمامًا عن إفراز هرمون الأندروفين الطبيعي، معتمدًا على المخدر الخارجي الذي يتناوله الفرد.

استنشاق البودرة مقابل الحقن: هل هناك فرق؟

يؤكد الدكتور نبيل عبد المقصود، مدير مركز علاج السموم بمستشفى القصر العيني الفرنساوي، أن كلتا الطريقتين تؤثران سلبًا على الجسم، ولكن حقن البودرة تعتبر خطيرة للغاية. فالبودرة لا تذوب في الماء إلا في وسط حامضي، مما يتسبب في تليف الأوردة، وتصلب الشرايين، وحدوث جلطات.

اقرأ: ماذا يفعل الهيروين بالجسم

التأثيرات الضارة لتعاطي المخدرات

رغم أن استنشاق البودرة قد يبدو غير خطير، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود مخاطر. فقد أوضح فرويز أن المخدرات مثل الكوكايين والهيروين تؤثر سلبًا على الأوعية الدموية، مما يتسبب في اضطرابات في الدورة الدموية. ونتيجة لذلك، يعاني المدمن من آلام في جسمه الذي لا يشعر بها بسبب تأثير المخدرات. ولكن بعد انتهاء تأثير المخدر، يظهر هذه الأعراض:

ألم في الجسم:

خاصة في منطقة الظهر.

سرعة ضربات القلب:

يلاحظ ارتفاعًا في معدل ضربات القلب.

فقدان الشهية واضطرابات في تناول الطعام:

يعاني من فقدان شديد للشهية واضطرابات في نمط تناول الطعام.

ضيق التنفس:

يواجه صعوبة في التنفس.

عدم الاتزان:

يشعر بفقدان التوازن والثبات.

الخمول التام وعدم القدرة على الحركة:

يعاني من تخدير شديد وصعوبة في الحركة.

الصداع الشديد وفقدان القدرة على التركيز:

يعاني من صداع حاد وصعوبات في التركيز.

سوء الحالة المزاجية:

تغييرات كبيرة في المزاج، تتراوح من الاكتئاب إلى الهوس.

الرغبة في الانعزال:

يشعر برغبة قوية في الانعزال عن الآخرين.

للكشف عن تعاطي المخدرات، يُشدد على أهمية مراقبة بعض الأعراض، ومنها:

اضطرابات النوم:

تغيرات مفاجئة في نمط النوم.

فقدان الشهية:

فقدان الشهية أو تغييرات كبيرة فيها.

احتقان الأنف:

وجود علامات على احتقان الأنف.

ظهور هالات سوداء:

ظهور هالات سوداء حول العيون.

ارتداء ملابس بأكمام طويلة:

ارتداء ملابس تخفي الأذرع، ربما لإخفاء آثار الحقن.

في الختام، يُشدد على أهمية الوعي بأخطار تعاطي المخدرات والبحث عن الدعم الطبي والنفسي للتغلب على هذه التحديات والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية.

Newsletter Updates

Enter your email address below and subscribe to our newsletter

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *